Serrûpel Nûçe Ji romana Kobanî diyarîyek ji we re

Ji romana Kobanî diyarîyek ji we re

Belav bike

Ji romana Kobanî diyarîyek ji we re
Sêşem 30.9.2014

Mîrano.

Tu qet bawer nakî bê ka ez çiqasî hatime guhertin! Ez bûme yeke din. Ez pê dihisim ku ez deh salan mestir bûme.

Ez bi xwe jî li xwe ecêb dimînim û tim dipirsim ka eceb her kes di nav şer de ewqasî mezin û bîrewer dibe yan ez tenê wa me. Ne ku ez pesnê xwe didim lê ez rastiyekê dibêjim.

Ev rastiyek e Mîran, ez dixwazim wê bi te re parvekim. Ez çiqasî serbilind im ku min tiving rakiriye û piştgiriya vî bajarê xwe dikim. Piştgiriya warê evîna xwe û te dikim. Û berî her tiştî pitşgiriya diya xwe û xelkên vî welatî dikim..

Ez dibhîzim ku hin keçikan bi zorê kaşî nava şer û perwerdeya leşkerî dikin. Ez vê yekê rexne dikim, qet û qet napejirînim. Xûşka min, Xedîceya ku zimanê ingilîzî li fakulteya wêjeyê li zankoya Helebê xwendiye û niha ew û mêrê xwe li Stenbolê ne, tim metelokek ingilîzî ji min re digot: „tu dikarî hespekî bi zorê bibî ser çemekî lê tu nikarî bihêlî ew bi zorê avê vexwe“. Wê her dema ku bavê min bi birayê min Baran re ji bo neçûna nimêja li mizgeftê şer dikir ev metelok ji diya min re digot. Baran bi xwe jî digot: a tew bavê min bi zorê ez birim mizgeftê, ma dikare bihêle ez bi zorê fatiheyê jî bixwînim yan niyetê li nimêjê binim!

Şerê ji bo azadiyê ticarî bi kotekî nabe. Mirov divê bi kiryarên xwe bawer be yan na wê nikaribe heta dawî berdewam bike. Tu ne azad bî tu nikarî ji bo azadiyê cengekê li dar bixî.

Hin hevalên min î ji Kobanî hene xeberan ji ciwanên me yên ku ji bajêr derketin û çûn Tirkî re didin. Ez vê yekê jî naecibînim! Ji xwe pir ciwan vegeriyan û silah rakirin jî. Le nabe mirov her kesî xayin bike. Nabe her kesekî ne mîna min be ez wî pîs bikim. Ez vê ne ji ber ku tu bi xwe jî ji bajêr derketî dibêjim Mîran. Ne ku ez ji te hez dikim vê dibêjim. Na Mîran na. Tu mabayî her çêtir bû. Ji bo min jî şeref bû ji bo te jî şeref bû. Te biryara min neeciband û nikaribû qebûl bikira. Lê min biryara te qebûl kir.
الثلاثاء
30.9.2014


ميرانو

لن تصدق أبداً كم تغيرتُ! صرت فتاة أخرى تماماً. أشعر بأنني كبرت عشر سنوات أخرى. أنا أسأل نفسي ترى هل كل من يمارس القتال يزدادا وعيه أم إنني الوحيدة؟ لا أقصد كيل المديح لنفسي يا ميران لكنها حقيقة أقاسمك إياها.
إنني فخورة جداً بحملي للبندقية والدفاع عن مدينتي. عن موطن حبنا أنا وأنت. وقبل كل شيء أدافع عن بيت أبي وأمي وبيوت أهل البلد كلهم.
أسمع أنهم يجندون الفتيات قسراً ويسوقونهن إلى جبهات القتال. لا أقبل هذا الإجراء أبداً. وقد سمعت مراراً من أختي خديجة، التي كانت تدرس اللغة الإنكليزية وآدابها في كلية الآداب بجامعة حلب، المثل الإنكليزي الذي يقول: يمكنك أن تجبر فرساً على الذهاب إلى النهر لكنك لا تستطيع إجبار الفرس على الشرب. طبعاً هي كانت تقصد بذلك أخي باران الذي كان والدي يتشاجر معه دائماً ويريد إجباره على الذهاب إلى المسجد. ذات مرة قال باران ساخراً: طيب لنفرض أن أبي أجبرني على دخول المسجد والاصطفاف مع المصلين، فهل يستطيع إجباري على قراءة الفاتحة؟
لا يمكن إجبار الناس على القتال في سبيل الحرية. يجب أن يقتنع المرء بما يفعله وإلا فلن يستطيع الاستمرار حتى النهاية.
نعم يا ميران. إذا لم يكن الإنسان حراً فلن يستطيع النضال في سبيل الحرية.
بعض رفاقي من كوباني يشتمون الشباب الذين تركوا المدينة ونزحوا إلى تركيا. لا يعجبني هذا الأمر أيضاً. في الحقيقة عاد كثير من الشباب وحملوا السلاح. لكن لا يجوز مطلقاً تخوين الناس عشوائياً. لا يجوز تحقير كل من لم يكن مخالفاً لي.
لا أقول هذا لأنك أيضاً تركت البلد يا ميران. لا يا ميران لا. كنت سأفتخر بك لو بقيت هنا، ولكان ذلك شرفاً لك. ومع أنك لم تقبل بقراري فقد تقبلت قرارك في الخروج من المدينة وعدم الانخراط في صفوف قواتنا.
أتذكر يوم السبت ذاك حين نزح الناس بالآلاف عن بيوتهم في كوباني. كانت ثمة امرأة تشتم الناس وتقذع في الشتائم. كانت تبصق في وجوه الناس ولا تميز بين رجل وامرأة وطفل. كم تألمت وكم آذت تلك المرأة روحي. كنت أشعر وكأنها تبصق في وجه أبي وأمي. لكنني غفرت لها بشفاعة ذلك اليوم العصيب الذي أفقد الناس رشدهم. وهل بقي أحد في ذلك اليوم بوعيه يا ميران؟
كان قرار الناس في الخروج قراراً صائباً وقد سررت جداً لأنهم أنقذوا أرواحهم من قبضة الموت المحتم. لا أفهم في السياسة جيداً لكن الجهة التي أوحت للناس بالخروج جهة ذكية بلا شك. أعرف الآن أن النساء والفتيات نجون من قبضة داعش. لن تتكرر مأساة سنجار هنا في كوباني. أما نحن فسنقاوم حتى النهاية.
لا أعرف يا ميران لماذا أكتب لك أشياء تعرفها أنت أيضاً! على كل حال سأكتب لك في دفتري الصغير كلما سنحت لي الفرصة. حين تنتهي الحرب ونكسر ظهر داعش سأعطيك الدفتر حتى تعرف كيف قاومت روشن وقاتلت في سبيل مدينتها وحتى تعرف أنني سأناضل في سبيل حبنا بنفس الشراسة التي أقاتل بها داعش.
هناك مقاتلون من كل أنحاء كردستان وهم الذين يرفعون معنوياتنا بوجودهم معنا. قبل أن يأتي المقاتلون كنا نخشى كثيراً أن تسقط كوباني خلال يوم واحد. الآن صرنا كمن يسند ظهره إلى جبل، إلى جدار من الفولاذ.
المجموعة المقاتلة التي أنا من ضمنها تتألف من الرفيقة نازك قوسَري من ماردين، أنا ألقبها بلقب كوجَرِهْ. ومن رانية الرفيق راپَـرين، من أورمية الرفيقة زَلال دمدم ومن هكاري قائد مجموعتنا الرفيق آلان شِرْناخ. كذلك هناك رفاق مقاتلون من عفرين وديريك والقامشلي ومن كوباني أنا ورفيقان آخران.
لقد أنساني هؤلاء الرفاق عائلتي النازحة خاصة الرفيقة زلال التي تغني بصوت عذب جداً وصوتها أكثر نقاء من اسمها.
موقعنا القتالي يقع في تقاطع الطريق المؤدي إلى شيران وحَلِنْجْ مع الطريق القادم من قرية مِزِرْداود إلى كوباني بين كانيا عربان ومكتلة. نحن نحمي جنوب وشرق المدينة.
نسمع أصوات القذائف وإطلاق الرصاص من حوالي شيران. الداعشيون يهاجمون مثل كلاب مسعورة. لديهم أسلحة ثقيلة. نكاد نسمع أصوات تكبيراتهم أيضاً.
قال الرفيق راپَـرين ذات مرة ضاحكاً:
– تكبيرات هؤلاء ليست دليل شجاعة أيها الرفاق. إنها ترمز للخوف. أنا ابن الملالي وأميز أصوات الله أكبر المختلفة. أنا خبير تكبيرات.
رددت عليه وأنا أضحك:
– يا رفيق راپَـرين. إن والدي أيضاً حاج وهو يؤذن أحياناً في مسجد قريب من بيتنا. لكنني لا أعرف سوى تكبيرات لطيفة تدعو المؤمنين إلى الصلاة. لم أكن أعرف أن صيحة الله أكبر دعوة للقتل أيضاً!
الآن، في هذه الدقيقة حيث أكتب لك أسمع أصوات قذائف الآر بي جي والهاونات. إنها قريبة جداً. انفجرت عدة قذائف حولنا. ثلاث منها سقطت بالقرب من قصر بوزان بيك.
سأتوقف عن الكتابة يا ميران. ليس خوفاً من القذائف. بل لأن الرفيقة كوجَرِه تلح عليَّ أن نعقد حلقة رقص. لقد جنت بالتأكيد. أحربٌ ورقص؟